مشروع وثيقة وطنية لحل القضية الكردية في سوريا

يقطن الكرد بشكل رئيس في مدن محافظة الحسكة التي تقع في الشمال الشرقي من سوريا،على الحدود العراقيةـ السوريةـ التركية. إضافة إلى أنهم يقطنون في كل من : عفرين والقرى المحيطة بها، وكوباني- عين العرب، في محافظة الرقة، ولهم تواجد ملحوظ في المدن الرئيسة كـ: دمشق إذ يقدّر عددهم فيها حوالي 400 ألف كردي”، موزعين على أحياء: وادي المشاريع

 

، وركن الدين، والمزة جبل، إضافة إلى بعض الضواحي الأخرى،”. وفي حلب”لهم تواجد كثيف في الشيخ مقصود، والأشرفية.يبلغ تعداد الأكراد وحسب أكثر الدراسات الكردية 15% من تعداد السكان أي مايقارب 3 مليون .

 وبعد اتفاقية سايكس ـ بيكو ودخول الفرنسيين إلى سوريا ساهم الأكـراد في المقاومة ضد المستعمر إلى جانب الشعب العربي ،وشاركوا في الثورات الوطنيـة ، وتاريخ النضـال الوطنـي يشهد للوطنيين الكـرد بالتضحية والفداء ، ويزخر البلد بمفاخر أبطالهم ، أمثال إبراهيم هنانو ، وأحمد البارافي.

كما شارك الكرد في بناء دولة سورية الحديثة بعد الاستقلال وانخـرطوا فـي المؤسسـات الرسميـة والإدارات والجيـش والبرلمان والوزارة ، وكافة مناحي النضال الوطني الديمقراطي, وطيلـة ما يقـارب النصف قرن  شهدت البلاد مـراحل المد والجزر وضعف الاستقـرار السياسي والاجتمـاعي.

إلاّ أنّ الأوضاع الشاذّة القائمة في سورية منذ أكثر من أربعة عقود، والسياسات العنصرية الإقصائية التي استأثرت بالوطن.. أفرزت حزمةً من المشكلات الوطنية، وعمل الظلم في دائرتيه العامة والخاصة على تفتيت وحدة المجتمع، وإيجاد أزماتٍ بينيّة بين مكوّناته؛ إنسانيةٍ وحضاريةٍ وسياسيةٍ وطائفيةٍ وعرقيةٍ وتنموية..

وقد أفرزَتْ سياسةُ العزل والإقصاء والتمييز أضراراً كبرى، صدّعت الوحدةَ الوطنية، وفي مقدمة هذه الأضرار الظلمُ الفادحُ الذي أصاب الشعب الكردي ، شركاء في الوطن والعيش والمصير، مما يوجبُ إزالةَ أسباب الظلم ومعالجةَ نتائجه في إطار الوحدة الوطنية
لذا اقدم هذه الرؤية نحن لحل القضية الكردية في سوريا من منظورٍ وطنيّ شامل

 البعد الوطني للقضية الكردية في سورية

في مواجهة مجمل السياسات التي ينتهجها النظام تجاه الشعب الكردي في سوريا كانكار وجوده ورفضه لواقع الشراكة بين الكرد والعرب والأقليات القومية في هذا الوطن فأن الكرد ينظرون إلى قضيتهم على أنها قضية وطنية سورية بقدر ما هي ضرورة قومية كردية ، ويدعون إلى الإقرار الدستوري بوجودهم, وحل القضية الكردية حلاً ديمقراطياً عادلاً على قاعدة وحدة الوطن والمصير المشترك .

ويرى الكرد في سورية بان قضيتهم القومية الكردية ترتبط مع حل كافة قضايا البلاد الوطنية والاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي فلن يكون هناك حل لهذه القضية بمعزل عن الحل العام للقضية الوطنية السورية، وبمعزل عن القوى الوطنية والديمقراطية السورية، وفي هذا المجال يجب توضيح أنه لا يمكن رفض الخارج لكونه الخارج فقط، بل أنه يجب الاستفادة من المناخ الذي يشكله العامل الخارجي إلى أقصى حد، لأنه في الظروف الدولية الجديدة ليس بالإمكان فصل الخارج عن الداخل بشكل كامل، إضافة إلى أن الترابط والعلاقة بين قضايا الداخل والخارج قد أصبحت سمة العصر الراهن

 

الحل الديمقراطي للقضية الكردية في سوريا

– الإقرار الدستوري بوجود الكرد في البلاد،وتأمين ما يترتب على ذلك من حقوق (سياسية وثقافية واجتماعية)،وحل القضية الكردية حلاً ديمقراطياً عادلاً على قاعدة وحدة الوطن, إشراك الكرد وتمثيلهم في المؤسسات الدستورية المركزية والمحلية ،وتطوير الإدارة المحلية .

– إلغاء كافة السياسات الشوفينية المطبقة بحق الشعب الكردي في سوريا وإزالة آثارها ، وفي المقدمة منها قانون الإحصاء الاستثنائي الخاص بمحافظة الحسكة عام 1962 ، والحزام العربي ، والتعويض على المتضررين وإعارة المناطق الكردية اهتماماً خاصاً في فترة انتقالية تكفي لإزالة آثار الإهمال المتعمد لها , إعادة الجنسية للمجردين منها، وفتح باب التسجيل للمكتومين وإنصافهم,إعادة الأسماء الكردية إلى القرى والمناطق والمحال التجارية ..الخ .

– تأسيس هيئات خاصة بالشأن الثقافي والتربوي والتعليمي الكردي في الوزارات المعنية للإشراف والعمل على تطوير اللغة والثقافة الكرديتين، وإحياء التراث الكردي والاهتمام بأدبه وفولكلوره , السماح بإصدار صحف ومجلات باللغة الكردية (سياسية، ثقافية، أدبية ..الخ), السماح بتأسيس جمعيات وأندية ثقافية، وفرق فنية وفولكلورية, إجازة البث الإذاعي والتلفزيوني باللغة الكردية ، وتخصيص أوقات للبث بهذه اللغة في المحطات الرسمية, تدريس اللغة الكردية في المدارس والجامعات,الترخيص بافتتاح مدارس خاصة للكرد تحت إشراف الوزارات المعنية ,فتح باب العمل والتوظيف أمام الكرد.